سر نجاح ريادة الأعمال- بين صبر الفلاح و ذكاء التاجر
المؤلف: عبداللطيف الضويحي08.21.2025

في غمرة التحولات الهائلة والمتغيرات العميقة التي عصفت بالمجتمع، والتأثيرات المتبادلة مع ديناميكيات السوق، انخرطت جموع غفيرة من رواد الأعمال الجدد في هذا المعترك الاقتصادي، مدفوعين برغبة عارمة أو ضرورة قسرية، دون امتلاكهم ذخيرة معرفية مسبقة أو خبرة راسخة في ميادين الأعمال أو التجارة.
إلا أن اللافت للنظر هو تمكن العديد من هؤلاء الرواد من تحقيق نجاح لافت، سواء كان متواضعًا أو باهرًا، على الصعيدين المحلي والدولي، حيث استطاعوا، في فترة وجيزة، نحت اسم لأنفسهم وبناء علامة تجارية مميزة لأعمالهم، مما أتاح لهم تجاوز حدود المشاريع الصغيرة والمتوسطة بسرعة فائقة، بل وتمكن بعضهم من منافسة كبار اللاعبين في هذا المجال خلال فترة قصيرة.
بيد أن الواقع لا يخلو من مرارة، حيث يتعثر بعض رواد الأعمال عند منعطف حاسم، في مشهد أشبه بالمشي على حبل دقيق، يواجهون فيه شح الخبرة وتراكم الخسائر، في انتظار لحظة انفراج قد تتأخر أو لا تأتي أبدًا. وهنا يثور التساؤل: لماذا يفشل بعض رواد الأعمال الذين تبدو ظروفهم ومنطلقاتهم ومعطياتهم متطابقة مع نظرائهم الذين يحققون النجاح بسرعة؟ أين يكمن السر الكامن وراء نجاح هؤلاء وإخفاق أولئك، على الرغم من تشابه الظروف في كثير من الأحيان؟
في الروايات الشفهية المتوارثة عبر الأجيال، تبرز قصة الأب الفلاح والأب التاجر، وما يكتنفها من تباين جوهري بين مدرسة الفلاح في تربية الأبناء، التي ترتكز على أن العمل المضني والاجتهاد والصبر والمثابرة والنفس الطويل هي الضمانة الحقيقية لزراعة البذور وسقيها والعناية بها وحمايتها من تقلبات الطقس القاسية والجفاف والرياح العاتية والأمطار الغزيرة والآفات المدمرة، وهذا ما يجب أن يتشبث به أبناء الفلاح كسلاح لتحقيق النجاح والربح المتواضع ولكنه مستدام في الحياة.
أما المدرسة الأخرى، مدرسة التاجر، فتقوم على تنشئة الأبناء على فكرة الربح الوفير دون بذل جهد كبير، أي تحقيق المكاسب السريعة، دون الحاجة إلى الانتظار أو الصبر الطويل. فالتاجر يطمح إلى تعليم أبنائه كيفية شراء البضائع بأقل الأسعار وبيعها بأغلى الأثمان، دون الحاجة إلى وقت طويل أو عمل شاق أو صبر طويل الأمد، حتى لو كان هذا الربح غير مضمون الاستمرار.
عندما يكبر أبناء الفلاح معتمدين على قدراتهم الذاتية، فإنهم يتصرفون بحكمة وروية، مستعدين لمواجهة التحديات بثبات وعزيمة، وبنفس طويل، بعيدًا عن المفاجآت والقرارات المتسرعة والتقلبات غير المحسوبة، ويتقبلون الربح المعقول والقليل باعتباره مكسبًا.
في المقابل، ينشأ أبناء التاجر مسلحين برأس المال الوفير، وبعض الأدوات التي تساعدهم على اقتحام السوق وتحقيق الكسب السريع والكبير، ولكنهم يفتقرون إلى الصبر والقدرة على التحمل في التعامل مع المستجدات والمفاجآت غير المألوفة وغير التقليدية.
ما تم ذكره آنفًا ليس وصفة جاهزة أو حلًا سحريًا لأي من المدرستين التقليديتين، ومن المؤكد أن ما تم عرضه لا يمثل التشخيص الوحيد للمشكلة التي نحن بصدد مناقشتها واستكشاف مسبباتها ونتائجها. كما أننا لسنا في صدد تفضيل إحدى المدرستين على الأخرى، لأن الذكاء الاصطناعي والرقمنة والتكنولوجيا الحديثة قد غيرت قواعد اللعبة، وفرضت أدوات ومنهجيات جديدة لديناميكيات السوق وتفاعلات المجتمع.
لقد فرض الذكاء الاصطناعي والرقمنة والتقنيات المتطورة على الفلاح والتاجر وأبنائهما وغيرهم من أصحاب المهن المختلفة قواعد جديدة للعبة السوق، مما قد يجعل المهن كلها تتداخل وتتكامل لتصبح مهنة واحدة في المستقبل القريب.
إلا أن اللافت للنظر هو تمكن العديد من هؤلاء الرواد من تحقيق نجاح لافت، سواء كان متواضعًا أو باهرًا، على الصعيدين المحلي والدولي، حيث استطاعوا، في فترة وجيزة، نحت اسم لأنفسهم وبناء علامة تجارية مميزة لأعمالهم، مما أتاح لهم تجاوز حدود المشاريع الصغيرة والمتوسطة بسرعة فائقة، بل وتمكن بعضهم من منافسة كبار اللاعبين في هذا المجال خلال فترة قصيرة.
بيد أن الواقع لا يخلو من مرارة، حيث يتعثر بعض رواد الأعمال عند منعطف حاسم، في مشهد أشبه بالمشي على حبل دقيق، يواجهون فيه شح الخبرة وتراكم الخسائر، في انتظار لحظة انفراج قد تتأخر أو لا تأتي أبدًا. وهنا يثور التساؤل: لماذا يفشل بعض رواد الأعمال الذين تبدو ظروفهم ومنطلقاتهم ومعطياتهم متطابقة مع نظرائهم الذين يحققون النجاح بسرعة؟ أين يكمن السر الكامن وراء نجاح هؤلاء وإخفاق أولئك، على الرغم من تشابه الظروف في كثير من الأحيان؟
في الروايات الشفهية المتوارثة عبر الأجيال، تبرز قصة الأب الفلاح والأب التاجر، وما يكتنفها من تباين جوهري بين مدرسة الفلاح في تربية الأبناء، التي ترتكز على أن العمل المضني والاجتهاد والصبر والمثابرة والنفس الطويل هي الضمانة الحقيقية لزراعة البذور وسقيها والعناية بها وحمايتها من تقلبات الطقس القاسية والجفاف والرياح العاتية والأمطار الغزيرة والآفات المدمرة، وهذا ما يجب أن يتشبث به أبناء الفلاح كسلاح لتحقيق النجاح والربح المتواضع ولكنه مستدام في الحياة.
أما المدرسة الأخرى، مدرسة التاجر، فتقوم على تنشئة الأبناء على فكرة الربح الوفير دون بذل جهد كبير، أي تحقيق المكاسب السريعة، دون الحاجة إلى الانتظار أو الصبر الطويل. فالتاجر يطمح إلى تعليم أبنائه كيفية شراء البضائع بأقل الأسعار وبيعها بأغلى الأثمان، دون الحاجة إلى وقت طويل أو عمل شاق أو صبر طويل الأمد، حتى لو كان هذا الربح غير مضمون الاستمرار.
عندما يكبر أبناء الفلاح معتمدين على قدراتهم الذاتية، فإنهم يتصرفون بحكمة وروية، مستعدين لمواجهة التحديات بثبات وعزيمة، وبنفس طويل، بعيدًا عن المفاجآت والقرارات المتسرعة والتقلبات غير المحسوبة، ويتقبلون الربح المعقول والقليل باعتباره مكسبًا.
في المقابل، ينشأ أبناء التاجر مسلحين برأس المال الوفير، وبعض الأدوات التي تساعدهم على اقتحام السوق وتحقيق الكسب السريع والكبير، ولكنهم يفتقرون إلى الصبر والقدرة على التحمل في التعامل مع المستجدات والمفاجآت غير المألوفة وغير التقليدية.
ما تم ذكره آنفًا ليس وصفة جاهزة أو حلًا سحريًا لأي من المدرستين التقليديتين، ومن المؤكد أن ما تم عرضه لا يمثل التشخيص الوحيد للمشكلة التي نحن بصدد مناقشتها واستكشاف مسبباتها ونتائجها. كما أننا لسنا في صدد تفضيل إحدى المدرستين على الأخرى، لأن الذكاء الاصطناعي والرقمنة والتكنولوجيا الحديثة قد غيرت قواعد اللعبة، وفرضت أدوات ومنهجيات جديدة لديناميكيات السوق وتفاعلات المجتمع.
لقد فرض الذكاء الاصطناعي والرقمنة والتقنيات المتطورة على الفلاح والتاجر وأبنائهما وغيرهم من أصحاب المهن المختلفة قواعد جديدة للعبة السوق، مما قد يجعل المهن كلها تتداخل وتتكامل لتصبح مهنة واحدة في المستقبل القريب.